من المعروف أنّ الماء هو أساس الترطيب في أجسام البالغين، ولا غنى عنه لعمل أعضاء الجسم بطريقة سلسة وصحية، أما بالنسبة للأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة فهم ليسوا بحاجة للماء مثل البالغين، فهم يحصلون على الترطيب اللازم من الحليب، سواء كان ذلك الحليب الطبيعي من ثدي الأم أو الحليب الصناعي.

يحصل الأطفال الرضع على المواد والعناصر الغذائية الكافية لهم من الحليب، وإذا تم تقديم الماء لم في هذا السن المبكر فلن يحصلوا على حاجتهم من الحليب، مما قد يعيق نموهم، كما أنّ شرب كمية كبيرة من الماء في هذا السن قد يؤدي إلى اختلالات في الجسم وحدوث أمراض عديدة، وذلك لأنّ الماء سيؤثر على تركيز العناصر الغذائية في أجسامهم الصغيرة.

يمكن أنّ تؤدي زيادة كميات الماء في جسم الأطفال الرضع إلى خلل في مستويات الصوديوم، مما قد يسبب مشاكل صحية مثل النوبات وتلف الدماغ والغيبوبة وقد يصل الأمر إلى ما هو أخطر من ذلك، ويمكن أن يؤدي التسمم المائي عند الأطفال إلى الارتباك والغثيان وصعوبة التنفس والضعف والنعاس. استشيري طبيب الأطفال على الفور إذا ظهرت على طفلك هذه العلامات بعد شرب الماء.

في حين أن حليب الثدي أو الحليب الصناعي يوفر الترطيب اللازم لحديثي الولادة، يصبح إدخال الماء أمراً مهماً مع استمرار طفلكِ في النمو. بمجرد أن يبلغ طفلك حوالي 6 أشهر من العمر، يمكنك البدء في إدخال الماء بكميات صغيرة - 8 أونصات (كوب واحد) من الماء يومياً تقريباً، ولكن الحليب يبقى هو المشروب الرئيسي حتى عمر 12 شهراً.

مع بدء طفلكِ في تناول وجبات أكثر ونوعيات إضافية من الطعام، من المهم زيادة كمية الماء لتجنب مشاكل هضمية مثل الإمساك، ويُنصح بأن يتم تقديم الماء في كوب خاص لتنمية مهارات الطفل في التفريق بين كوب الماء وأكواب المشروبات الأخرى.

1. النمو البدني: عندما يصبح طفلكِ قادراً على التحكم برأسه والجلوس بشكل مستقيم دون الحاجة إلى المساعدة، يدل ذلك بأنه أصبح مستعداً للبدء بشرب الماء وتناول وجبات أخرى بالإضافة إلى الحليب.
2. التعبير عن الاهتمام: قد يظهر طفلكِ فضولاً أو اهتماماً عندما يرى من حوله يشربون الماء، وهنا يمكنكِ البدء بإدخال كميات صغيرة من الماء خلال اليوم في نظامه الغذائي.

لضمان ترطيب جسم طفلكِ في الأجواء الحارة، قوي بزيادة جرعات الحليب لفترات زمنية قصيرة، كما ويجب أن تتأكدي بأنك تشربين الماء بكميات كافية، وإن كان طفلكِ يبلل حفاضه من 6 إلى 8 مرات خلال 24 ساعة، فذلك يدل بأنه يحصل على ترطيب مناسب وكميات كافية من السوائل.

تدل الأعراض التالية على أنّ طفلكِ يعاني من الجفاف ويحتاج للمزيد من السوائل:

1. أقل من 6 حفاضات مبللة خلال 24 ساعة
2. البول الأصفر الداكن
3. تشقق الشفاه
4. البكاء بلا دموع
5. الجلد الجاف
6. الانفعال الشديد
7. النعاس غير الاعتيادي
8. برودة اليدين والقدمين

من الطبيعي أن يحتاج طفلكِ للمزيد من الماء مع نموه، فمن عمر سنة إلى عمر 3 سنوات، يجب أن لا تقل كمية الماء عن 4 أكواب يومياً، وسيحتاج طفلكِ في نفس الوقت إلى الحليب في نفس الوقت لضمان حصوله على الترطيب الكافي. يمكنكِ تشجيع طفلكِ على شرب كميات أكبر من الماء من خلال شراء زجاجات مياه مميزة بطبعات شخصيات كرتونية وما إلى ذلك، ولا تنسِ إطعامه أنواع معينة من الخضار والفواكه التي تحتوي على كميات كبيرة من السوائل.

1. هل يمكن لطفلي الرضيع شرب الماء من الصنبور؟ لا يُنصح بذلك، إذ يجب أن يكون الماء معقماً ومفلتراً لتجنب أي مشاكل صحية.

2. هل يمكن لطفلي الرضيع شرب العصائر؟ لا ينصح بتقديم العصائر قبل عمر السنة، فهي تحتوي على كميات كبيرة من السكر.

في الختام، يعد إدخال الماء إلى النظام الغذائي لطفلك حدثاً مثيراً للاهتمام، والتوقيت الصحيح هو المفتاح للقيام بذلك بشكل صحي ومثالي. تذكري أن كل طفل فريد من نوعه، وقد تختلف مؤشرات الاستعداد من طفل إلى آخر، لذلك استشيري طبيب الأطفال دائماً قبل إجراء أي تغييرات مهمة على النظام الغذائي لطفلك. ماماز اند باباز هنا لدعمك في رحلة الأمومة، لذلك تابعي مدونتنا لقراءة العديد من المواضيع المفيدة الأخرى!